أحيانا تجبرنا ظروف الواقع المعاش ورتابة الحياة وتعقيداتها أن نغير رؤيتنا لبعض الأمور في حياتنا وننظر لها من زاوية مغايرة، وذلك عندما نقرر ونضطر أن نحجم بعض الأشخاص في حياتنا والذين للأسف اتضح مع مرور الوقت أننا لم نكن نعرفهم جيدا لأن النظارة التي كنا نراهم بها كانت غير واضحة الرؤية عندما التقيناهم بيوم ما؛ لذلك لم نرهم على حقيقتهم جيدا، ولكن بعدما خلعنا تلك النظارة وأزلنا عنها تلك الغشاوة وأعدنا تنظيفها من جديد بدت لنا الرؤية أكثر وضوحا من ذي قبل، واستطعنا أن نراهم ونرى مكنوناتهم جيدا، الأشخاص الذين ظننا يوما أنهم جيران حقيقيين لقلوبنا وأنهم عمر عتيق، ولكن مع الأسف كنا عمي عن حقيقتهم وزيف فعالهم، كانوا مجرد شخصيات من ورق لا غير.

لا ضير أبدا من الخيبات بل على العكس خيباتنا أحيانا تكون كالدواء نتجرع مره لننعم بعده بالشفاء. المواقف بلا شك هي غربال الناس تكشف لنا الأشخاص، تزرع فينا أناس وتقتلع منا أناس، وتفضحهم العقبات أو النجاحات تعريهم أمامنا ونراهم على حقيقتهم.

الصدمة أحيانا تكون أكبر فيمن اعتبرناهم أهل أو أحبة أو أصدقاء، تلك الصدمة غير المتوقعة هي من تجعلنا نعود قليلا إلى الوراء بضع خطوات حذرة لنضع أولئك الأشخاص في مواقعهم ومنازلهم الصحيحة، إرجاعهم لمنزلة الغرباء كما كانوا بالبدايات وقبل حتى أن نلتقيهم هو عين الصواب. كم من الجميل أن يعرف كل شخص منا قيمة نفسه ويرتقي بها ويسمو نحو القمة ويترفع عن كل أبجديات الجدال أو العتب ليحافظ على طاقته لما هو أفيد.

أتعلم دائما ولا زلت أتعلم من الشجر الأنفة وكبرياء الحياة والوقوف بشموخ عكس كل التيارات السلبية بالرغم من كل الظروف. نتعلم من الطبيعة الشموخ وعزة النفس، فالأشجار تموت واقفة بجانب البئر عطشا ولا تنحني أبدا لطلب الماء.

ستظل مواقفي ومبادئي واضحة وثابتة كثبات الجبال الراسيات، ولكن عندما لمست بنفوس من حولي تبدل وتحول اخترت أن أدير ظهري وأكمل سيري مبتعدة نحو آفاقي الرحبة التي تليق بي ولكن بدونهم.

اسألوا الله دائما بأن يرزقنا حبه ورضاه وقربه، فالطمأنينة تكمن في جواره أما عدا ذلك فكله زائل.

اللهم نسألك الهداية وحسن الختام والجوار.